قوله :﴿ بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ ﴾ " بين " هنا يجوز أن يكونَ طرفاً، والمفعولُ محذوفٌ، أي : بلغ غَرَضَه ومقصودَه، وأَنْ يكونَ مفعولاً به على الاتِّساع، أي : بلغ المكانَ الحاجزَ بينهما.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح سين " السَّدَّين " و " سَدَّا " في هذه السورةِ، وحفص فتح الجميع، أعني موضعَيْ هذه السورة وموضعَيْ سورةِ يس. وقرأ الأخَوان بالفتح في " سَدَّاً " في سورتيه وبالضمِّ في " السُّدَّيْن ". والباقون بالضم في الجميع. فقيل : هما بمعنى واحد. / وقيل : المضمومُ ما كان من فِعْلِ اللهِ تعالى، والمفتوحُ ما كان مِنْ فِعْلِ الناس. وهذا مرويٌ عن عكرمةَ والكسائي وأبي عبيد. وهو مردودٌ : بأن السَّدَّيْن في هذه السورة جَبَلان، سَدَّ ذو القرنين بينهما بسَدّ، فهما مِنْ فِعْلِ اللهِ، والسَّدُُّ الذي فعله ذو القرنين مِنْ فِعْل المخلوق. و " سَدّاً " في يس مِنْ فِعْلِ الله تعالى لقولِه :" وجَعَلْنا "، ومع ذلك قُرِئ في الجميع بالفتح والضمِّ. فَعُلِم أنهما لغتان كالضَّعْف والضُّعف والفَقْر والفُقْر. وقال الخليل : المضمومُ اسمٌ، والمفتوحُ مصدرٌ. وهذا هو الاختيارُ. أ هـ ﴿الدر المصون حـ ٧ صـ ٥٤٠ ـ ٥٤٥﴾