وقال ابن عطية :
﴿ حتى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ ﴾
و" السدان " فيما ذكر أهل التفسير، جبلان سدا مسالك تلك الناحية من الأرض، وبين طرفي الجبلين فتح، هو موضع الردم، قال ابن عباس : الجبلان اللذان بينهما السد : أرمينية وأذربيجان، وقالت فرقة : هما من وراء بلاد الترك، ذكره المهدوي.
قال القاضي أبو محمد : وهذا كله غير متحقق، وإنما هما في طريق الأرض مما يلي المشرق ويظهر من ألفاظ التواريخ، أنه إلى ناحية الشمال، وأما تعيين موضع فيضعف، وقرأ نافع وابن عامر وعاصم :" السُّدين " بضم السين، وكذلك " سُداً " حيث وقع، وقرأ حفص عن عاصم بفتح ذلك كله من جميع القرآن، وهي قراءة مجاهد وعكرمة وإبراهيم النخعي، وقرأ ابن كثير " السَّدين " بفتح السين وضم " سداً " في يس، واختلف بعد فقال الخليل وسيبويه : الضم هو الاسم والفتح هو المصدر، وقال الكسائي : الضم والفتح لغتان بمعنى واحد، وقرأ عكرمة وأبو عمرو بن العلاء وأبو عبيدة ما كان من خلقة الله لم يشارك فيه أحد بعمل فهو بالضم، وما كان من صنع البشر فهو بالفتح.


الصفحة التالية
Icon