﴿ جَعَلَهُ دَكَّآءَ ﴾ أي مستوياً بالأرض ؛ ومنه قوله تعالى :﴿ إِذَا دُكَّتِ الأرض دَكَّاً ﴾ [ الفجر : ٢١ ] قال ابن عرفة : أي جعلت مستوية لا أكمة فيها، ومنه قوله تعالى :"جَعَلَهُ دكّاً" قال اليزيدي : أي مستوياً ؛ يقال : ناقة دكاء إذا ذهب سنامها.
وقال القتبي : أي جعله مدكوكاً ملصقاً بالأرض.
وقال الكلبي : قطعاً متكسراً ؛ قال :
هل غيرُ غادٍ دَكَّ غاراً فانهدم...
وقال الأزهري : يقال دككته أي دققته.
ومن قرأ "دَكَّاءَ" أراد جعل الجبل أرضاً دكاء، وهي الرابية التي لا تبلغ أن تكون جبلاً وجمعها دكاوات.
قرأ حمزة وعاصم والكسائي "دكاء" بالمدّ على التشبيه بالناقة الدكاء، وهي التي لا سنام لها، وفي الكلام حذف تقديره : جعله مثل دكاء ؛ ولا بدّ من تقدير هذا الحذف.
لأن السدّ مذكر فلا يوصف بدكاء.
ومن قرأ "دَكًّا" فهو مصدر دَكَّ يدك إذا هَدم ورَضّ ؛ ويحتمل أن يكون "جعل" بمعنى خلق.
وينصب "دَكًّا" على الحال.
وكذلك النصب أيضاً في قراءة من مدّ يحتمل الوجهين. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١١ صـ ﴾