وحكي في الكيفية أن ذا القرنين قاس ما بين الصدفين من حفر الأساس حتى بلغ الماء ثم جعل حشوه الصخر وطينه النحاس مذاب، ثم يصب عليه والبنيان من زبر الحديد بينهما الحطب والفحم حتى سد ما بين الجبلين إلى أعلاهما، ثم وضع المنافخ حتى إذا صارت كالنار صب النحاس المذاب على الحديد المحمى فاختلط والتصق بعضه ببعض وصار جبلاً صلداً.
وقيل : طول ما بين السدين مائة فرسخ وعرضه خمسون.
وفي الحديث " أن رجلاً أخبر رسول الله ( ﷺ ) به فقال :"كيف رأيته"؟ فقال : كالبرد المحبر طريقة سوداء وطريقة حمراء، قال :"قد رأيته" ".
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر والزهري ومجاهد والحسن ﴿ الصدفين ﴾ بضم الصاد والدال، وأبو بكر وابن محيصن وأبو رجاء وأبو عبد الرحمن كذلك إلاّ أنه سكن الدال وباقي السبعة وأبو جعفر وشيبة وحميد وطلحة وابن أبي ليلى وجماعة عن يعقوب وخلف في اختياره وأبو عبيد وابن سعدان بفتحهما، وابن جندب بالفتح وإسكان الدال، ورويت عن قتادة.
وقرأ الماجشون بالفتح وضم الدال.
وقرأ قتادة وأبان عن عاصم بضم الصاد وفتح الدال ﴿ حتى إذا جعله ناراً ﴾ في الكلام حذف تقديره فنفخوا حتى.
وقرأ الجمهور قال ﴿ آتوني ﴾ أي أعطوني.
وقرأ الأعمش وطلحة وحمزة وأبو بكر بخلاف عنه قال : ائتوني أي جيئوني و﴿ قطراً ﴾ منصوب بأفرغ على إعمال الثاني، ومفعول ﴿ آتوني ﴾ محذوف لدلالة الثاني عليه.
﴿ فما اسطاعوا ﴾ أي يأجوج ومأجوج ﴿ أن يظهروه ﴾ أي يصلوا عليه لبعده وارتفاعه وامّلاسه، ولا أن ينقبوه لصلابته وثخانته فلا سبيل إلى مجاوزته إلى غيرهم من الأمم إلاّ بأحد هذين : إما ارتقاء وإما نقب وقد سلب قدرتهم على ذلك.
وقرأ الجمهور ﴿ فما اسطاعوا ﴾ بحذف التاء تخفيفاً لقربها من الطاء.
وقرأ حمزة وطلحة بإدغامها في الطاء وهو إدغام على غير حده.
وقال أبو عليّ هي غير جائزة.