ولما كانت قصته من أدل دليل على عظمة الله، جلاها في ذلك المظهر فقال :﴿إنا﴾ مؤكداً لأن المخاطبين بصدد التعنت والإنكار ﴿مكنا﴾ أي بما لنا من العظمة، قيل : بالملك وحده، وقيل مع النبوة، لأن ما ينسب إلى الله تعالى على سبيل الامتنان والإحسان جدير بأن يحمل على النهاية لا سيما إذا عبر عنه بمظهر العظمة ﴿له في الأرض﴾ مكنة يصل بها إلى جميع مسلوكها، ويظهر بها على سائر ملوكها ﴿وءاتيناه﴾ بعظمتنا ﴿من كل شيء﴾ يحتاج إليه في ذلك ﴿سبباً﴾ قال أبو حيان : وأصل السبب الحبل، ثم توسع فيه حتى صار يطلق على ما يتوصل به إلى المقصود.


الصفحة التالية
Icon