وابن كثير ﴿ فَأَتْبَعَ ﴾ بهمزة الوصل وتشديد التاء وكذا فيما يأتي واستظهر بعضهم أنهما بمعنى ويتعديان لمفعول واحد، وقيل : إن أتبع بالقطع يتعدى لاثنين والتقدير هنا فاتبع سبباً سبباً آخر أو فاتبع أمره سبباً كقوله تعالى :﴿ وأتبعناهم فِى هذا الدنيا لَعْنَةً ﴾ [ القصص : ٤٢ ]، وقال أبو عبيد اتبع بالوصل في السير وأتبع بالقطع معناه اللحاق كقوله تعالى :﴿ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴾ [ الصافات : ١٠ ] وقال يونس :﴿ أَتَّبِعُ ﴾ بالقطع للمجد المسرع الحثيث الطلب واتبع بالوصل إنما يتضمن مجرد الانتقال والاقتفاء.
﴿ حتى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشمس ﴾
أي منتهى الأرض من جهة المغرب بحيث لا يتمكن أحد من مجاوزته ووقف كما هو الظاهر على حافة البحر المحيط الغربي الذي يقال له أوقيانوس وفيه الجزائر المسماة بالخالدات التي هب مبدأ الأطوال على أحد الأقوال ﴿ وَجَدَهَا ﴾ أي الشمس ﴿ تَغْرُبُ فِى عَيْنٍ حَمِئَةٍ ﴾ أي ذات حمأة وهي الطين الأسود من حمئت البئر تحمأ حمأ إذا كثرت حمأتها.
وقرأ عبد الله.
وطلحة بن عبيد الله.
وعمرو بن العاص.
وابنه عبد الله.
وابن عمر.
ومعاوية.
والحسن.
وزيد بن علي.
وابن عامر.
وحمزة.
والكسائي ﴿ حَامِيَةً ﴾ بالياء أي حارة، وأنكر هذه القراءة ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أول ما سمعها، فقد أخرج عبد الرزاق.
وسعيد بن منصور.
وابن جرير.
وابن المنذر.