والاشتراء تقدم عند قوله تعالى :﴿أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى﴾ [ البقرة : ١٦ ] وهو اعتياض أعيانٍ بغيرها مثلها أو ثمنها من النقدين ونحوهما كأوراق المال والسفاتج وقد استعير الاشتراء هنا لاستبدال شيء بآخر دون تبايع.
والآيات جمع آية وأصلها في اللغة العلامة على المنزل أو على الطريق قال النابغة :
توهَّمْتُ آياتٍ لها فعرفتُها...
لستةِ أعوام وذا العام سابع
ثم أطلقت الآية على الحُجة لأن الحجة علامة على الحق قال الحارث ابن حلِّزة :
مَنْ لنا عنده من الخير يا...
تٌ ثلاثٌ في كُلِّهن القضاء
ولذلك سميت معجزة الرسول آية كما في قوله تعالى :﴿في تسع آيات إلى فرعون وقومه﴾ [ النمل : ١٢ ] ﴿وإذا لم تأتهم بآية﴾ [ الأعراف : ٢٠٣ ]، وأطلقت أيضاً على الجملة التامة من القرآن قال تعالى :﴿هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات﴾ [ آل عمران : ٧ ] وفي الحديث الصحيح قال رسول الله :" أما تكفيك آية الصيف " ﴿يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة﴾ [ النساء : ١٧٦ ] لأن جمل القرآن حجة على صدق الرسول لأن بلاغتها معجزة.
وأما إطلاق آية على الجملة من التوراة في حديث الرجم في قول الراوي " فوضع المِدْراس يده على آية الرجم" فذلك مجاز على مجازٍ لعلاقة المشابهة.