ونبذت الشئ رميت به وقيل إنها قصدت مطلع الشمس لتغتسل من الحيض وقيل لتخلو بالعبادة ٢٤ - وقوله جل وعز فأرسلنا إليها روحنا روى علي بن الحكم عن الضحاك قال جبريل ﷺ قال أبو جعفر وهذا قول حسن لأن غيره قال هو عيسى يدل على ذلك قوله تعالى فتمثل لها بشرا سويا وعيسى بشر
٢٥ - وقوله جل وعز قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال أبو اسحاق أي فإن كنت تقيا فستتعظ بين بتعوذي بالله جل وعز منك وقال غيره إن بمعنى ما والأول أولى ٢٦ - ثم قال جل وعز قال إنما أنا رسول ربك ليهب لك غلاما
زكيا ويقرأ لأهب لك فمعنى لأهب بالهمز محمول على المعنى أي قال أرسلته لأهب لك ويحتمل ليهب بلا همز أي يكون بمعنى المهموز ثم خففت الهمزة وقيل المعنى أرسلني الله ليهب لك
٢٧ - وقوله جل وعز قال أني يكون لي غلام ولم يمسسني بشر أي لم يمسسني على جهة تزوج ولم أك بغيا أي لم يقربني على غير حد تزوج ٢٨ - وقوله جل وعز قال كذلك قال ربك هو علي هين أي الأمر كما قيل لك قال الكسائي هو من جاء وجئت به وأجأته وهذا موافق لقول ابن عباس ومجاهد لأنه إذا ألجأها إلى الذهاب إلى جذع النخلة فقد جاء بها إليه قال زهير * وجار سار معتمدا إليكم * أجاءته المخافة والرجاء * والمخاص أهل الحمل
قال أبو عبيد حدثنا عبد الرحمن عن سفيان قال مجاهد كان حمل النخلة عجوة
وقال غيره كان جذعا بلا رأس وكان ذلك في الشتاء فأنبت الله له رأسا وخلق فيه رطبا وقال ابن عباس حملت ووضعت في ساعة واحدة وقال غيره أقامت ثمانية أشهر وتلك آية لأنه لا يولد مولود لثمانية أشهر فيعيش قال أبو اسحاق قوله تعالى فأجآءها المخاض إلى جذع النخلة يدل على طول المكث والله أعلم ٢٩ - وقوله جل وعز فحملته فانتبذت به مكانا قصيا قال مجاهد أي قاصيا