سأله أن يدخله الجنة فأدخله إياها ثم قال له اخرج فقال كيف أخرج وقد قال الله وما هم منها بمخرجين قال أبو جعفر فيجوز أن يكون الله أعلم هذا إدريس ثم نزل القرآن به وقيل معناه في المنزلة والرتية وأصح من هذين القولين لعلو إسنادة وصحته ما رواه سعيد عن قتادة قال حدثنا أنس بن مالك بن صعصعة ان النبي (صلى) لما أسرى به قال رأيت إدريس في السماء الرابعة وروى سفيان عن هارون عن أبى سعيد الخدري ورفعناه مكانا عليا قال السماء الرابعة وروى الأعمش عن شمر بن عطية عن هلال بن إساف
قال كنا عند كعب الأحبار إذ أقبل عبد الله بن عباس فقال هذا
ابن عم نبيكم فوسعنا له فقال يا كعب ما معنى ورفعناه مكانا عليا فقال كعب إن إدريس ﷺ كان له صديق من الملائكة وأوحى الله إليه إني أرفع لك كل يوم مثل عمل أهل الأرض فقال إدريس للملك كلم لي ملك الموت حتى يؤخر قبض روحي فحمله الملك تحت طرف جناحه فلما بلغ السماء الرابعة لقى ملك الموت فكلمه فقال اين هو فقال ها هو ذا فقال من العجب إني أمرت أن أقبض روحه في السماء الرابعة فقبضها هناك ٥٤ - وقوله جل وعز فخلف من بعدهم خلف قال أبو عبيدة حدثنا حجاج عن ابن جريج عن مجاهد قال ذلك عند قيام الساعة وذهاب صالحي هذه الأمة أمة محمد ينزو بعضهم على بعض في الأزقة زنا
قال أبو جعفر الخلف بتسكين اللام لا يستعمل إلا للردئ كما قال لبيد ذهب الذين يعاش في أكنافهم * وبقيت في خلف كجلد الأجرب فإذا قلت خلف بتحريك اللام فهو للجيد كم يقال جعل الله فيك خلفا من أبيك ٥٦ - ثم قال جل وعز أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات
قال القاسم بن مخيمرة أضاعوها أخروها عن وقتها ولو تركوها لكفروا وقيل أضاعوها تركوها البتة


الصفحة التالية
Icon