وهذا أشبه لقوله بعد إلا من تاب وآمن وهذا يدل على أنهم كفروا ٥٧ - ثم قال جل وعز فسوف يلقون غيا روى سفيان عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال هو واد في جهنم قال أبو جعفر والتقدير عند أهل اللغة فسوف يلقون جزاء الغي كما قال جل ذكره ومن يفعل ذلك يلق أثاما ويجوز أن يكون الوادي يسمى غيا لأن الغاوين يصيرون إليه
٥٨ - وقوله جل وعز جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب جنات إقامة يقال عدن بالمكان إذا قام به ومنه قيل معدن لمقام أهله به شتاء وصيفا لا ينتجعون منه ٥٩ - وقوله جل وعز إنه كان وعده مأتيا مأتي مفعول من الإتيان وكل ما وصل إليك فقد وصلت إليه كما تقول وصل إلي من فلان خير ووصلت منه إلى خير فالضعيف في العربية يقول مفعول بمعنى فاعل
٦٠ - وقوله جل وعز لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما اللغو الباطل وما يؤثم فيه وما لا معنى له والسلام كل ما يسلم منه وهو اسم جامع للخير أي لا يسمعون إلا كل ما يحبون
٦١ - ثم قال جل وعز لهم رزقهم فيها بكرة وعشيا روى الضحاك عن ابن عباس قال في مقادير الليل والنهار قال أبو جعفر ومعنى هذا أن الجنة ليست فيها غداة ولا عشية ولكن المعنى في مقادير هذه الأوقات وقال قتادة كانت العرب إذا وجد الرجل منهم ما يأكل بالغداة والعشي عجب به فأعلمهم الله أن ذلك في الجنة ٦٢ - وقوله جل وعز وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك
وروى عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال النبي ﷺ لجبريل عليه السلام لم لا تزورنا أكثر مما تزورنا فأنز الله وما نتنزل إلا بأمر ربك إلى آخر الآية وكان هذا الجواب له وروى أبو حصين عن سعيد بن جبير في قوله ما بين أيدينا قال من أمر الآخرة وما خلفنا من أمر الدنيا وما بين ذلك ما بين الدنيا والآخرة أي البرزخ