وقرأ ابن عباس ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ٦٩ - وقوله جل وعز وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا روى أبو ظبيان عن ابن عباس في قوله أي الفريقين خير مقاما قال منزلا وأحسن نديا قال مجلسا قال الكسائي الندي والنادي المجلس
قال أبو جعفر وذلك معروف في اللغة يقال ندوت القوم أندوهم أي جمعتهم ومنه قيل دار الندوة لأنهم كانوا يجتمعون فيها إذا حزبهم الأمر ومنه قوله تعالى وتأتون في ناديكم المنكر ٧٠ - وقوله جل وعز وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا روى الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال الأثاث المتاع والرئى المنظر قال أبو جعفر والأثاث في اللغة المتاع وقال الأحمر واحدته أثاثة
وقال الفراء لا واحد له وكذلك الرئى المنظر من رأيت أي ما ترى في صورة
الإنسان ولباسه ويقرأ وريا بلا همزة وهو جيد على
تخفيف الهمز وهو حسن ها هنا لتتفق رؤوس الآيات ويجوز أن يكون من الري والنعمة وقال الأخفش يجوز أن يكون من ري المطر والزي بالزاي الهيئة والحسن يقال زيت المرأة أي زينتها وهيأتها ٧١ - وقوله جل وعز قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا يقال ما معنى الأمر ها هنا قال أبو جعفر الجواب أن هذا أبلغ فلو قلت إن تجئني فلأكرمك لو كان أبلغ من قولك إن تجئني فأكرمك وإنما صار أبلغ لأن فيه معنى الإلزام
٧٢ - ثم قال جل وعز حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة العذاب ها هنا أن ينصر الله المسلمين عليهم فيعذبوهم يكون بالقتل والسبي والساعة القيامة أي وأما تقوم القيامة فيصيرون إلى النار فسيعلمون من هو شر مكانا إذا صاروا إلى النار وأضعف جندا إذا نصر الله المسلمين عليهم ٧٣ - ثم قال جل وعز ويزيد الله الذين اهتدوا هدى قيل نزيدهم هدى بالناسخ والمنسوخ وقيل نزيدهم هدى مجازاة وقد ذكرنا معنى الباقيات الصالحات في سورة
الكهف