والمعنى والله أعلم نسلبه ماله وولده يوم القيامة ألا ترى أن
بعده ويأتينا فردا قال أبو جعفر وأصح ما قيل في هذا أن معنى ونرثه ما يقول نحفظ عليه ما يقول حتى نوفيه عقوبته عليه ومن هذا حديث أبي الدرداء عن النبي ﷺ العلماء ورثة الأنبياء ومنه وأورثكم أرضهم وديارهم ٧٧ - وقوله جل وعز واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا أي أعوانا ٧٨ - ثم قال سبحانه كلا سيكفرون بعبادتهم
كلا عند أهل العربية تنقسم قسمين أحدهما أن يكون ردعا وتنبيها وردا لكلام وهي ها هنا كذلك أي ارتدعوا عن هذا وتنبهوا على وجه الضلالة فيه فإذا كانت كذا فالوقوف عليها التمام وتكون ردعا وتنبيها ولا تكون ردا لكلام نحو قوله تعالى كلا إن الإنسان ليطغى ٧٩ - وقوله جل وعز ويكونون عليهم ضدا أي أعوانا قال مجاهد أي تكون أوثانهم عليهم في النار تخاصمهم وتكذبهم
٨٠ - وقوله جل وعز ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم
أزا في معناه قولان أحدهما لم تعصمهم من الشياطين والقول الآخر قيضنا لهم الشياطين مجازاة على كفرهم قال الله جل وعز ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا ومعنى أرسلنا في اللغة هاهنا سلطنا ثم قال سبحانه تؤزهم أزا قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال تغريهم إغراء قال ابن جريج الشياطين تؤز الكافرين إلى الشر امضوا
امضوا حتى توقعهم في النار قال قتادة تؤزهم أي تزعجهم إلى المعاصي قال أبو جعفر هذه الأقوال متقاربة المعاني وأصله من أزرت الشئ أوزة أزا وأزيزا أي حركته ومنه الحديث إن النبي ﷺ كان يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل أي من البكاء ٨١ - وقوله جل وعز فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا روى هشيم عن أبي يزيد عن أبي جعفر محمد بن علي في قوله تعالى إنما نعد لهم عدا قال كل شئ حتى
الأنفاس


الصفحة التالية
Icon