وقال بيان الحق الغزنوى :
سورة مريم
(ذكر رحمت ربك) [٢] أي: هذا ذكر، أو فيما أنزل عليك ذكر. (واشتعل الرأس شيباً) [٤] نصب على المصدر، كأنه شاب الرأس شيباً. ويجوز على [التمييز]، كقولك: ضقت به ذرعاً، وتصببت عرقاً. (يرثني) [٦] بالرفع، على صفة الولي ومعنى النكرة، لأن صفة النكرة نكرة، أي: ولياً وارثاً.
وإنما دعا أن يرثه [الدين] والعلم، لئلا يغير بنو عمه كتبه. (عتياً) [٨] سناً عالياً. و[العاتي] والعاسي الذي أيبسه الكبر، وأعجفه السن. [وحناناً لمن لدنا] [١٣] رحمة من عندنا. وقيل: تعطفاً وتحنناً على [عبادنا]، وإنما فسر بالتحنن، لأنه لم يوجد له فعل ثلاثي. (انتبذت) [١٦] تباعدت/وانفردت.
البغي: الفاجرة، مصروفة عن الباغية، أو بمعنى [المفعولة]، يقال: نفس [قتيل]، وكف خضيب. (فأجاءها المخاض) [٢٣] ألجأها [أ]و [جاء] بها، كما قال زهير في المعنيين: ٧٣٢- وسار سار معتمداً علينا أجاءته المخافة والرجاء ٧٣٣- ضمنا ماله فغدا سليماً علينا نقصه وله النماء. (نسياً منسياً) [٢٣]
مصدر موصوف، كقوله: (حجراً محجوراً)، وقيل: إن النسي: اسم ما يرمى به لوتاحته وحقارته. وفي الشعر للشنفري: النسي: المفقود، فيكون المنسي غير معنى النسي، قال: ٧٣٤- لقد أعجبتني لا سقوطاً قناعها إذا ما مشت ولا بذات تلفت ٧٣٥- كأن لها في الأرض نسياً تقصه على أمها وإن تكلمك تبلت. (تحتك سرياً) [٢٤] أي: شريفاً وجيهاً، قال السدي: إنه كان والله سرياً.
وقيل: السري: النهر الصغير، لكون الرطب طعامها، والنهر شرابها، قال لبيد: ٧٣٦- سحق يمتعها [الصفا] وسريه عم نواعم بينهن كروم. (تساقط) [٢٥] أي: [تـ]ـتساقط، فأدغمت التاء في السين، لأنهما مهموستان. (رطباً جنياً) [٢٥] نصب على [التمييز]، وقيل: على وقوع الفعل عليه، لأن التساقط متعد، مثل: تقاضيته، وتناسيته، قال الله تعالى: (لولا أن تداركه نعمة)،