، فقال لها جبريل عليه السلام ﴿ إنما أنا رسول ربك لأهب لك ﴾، جعل الهبة من قبله لما كان الإعلام بها من قبله. وقرأ الجمهور " لأهب " كما تقدم، وقرأ عمرو ونافع " ليهب " بالياء أي ليهب الله لك، واختلف عن نافع. وفي مصحف ابن مسعود " ليهب الله لك " فلما سمعت مريم ذلك واستشعرت ما طرأ عليها استفهمت عن طريقه وهي لم يمسها بشر بنكاح ولم تكن زانية. و" البغي " المجاهرة المنبهرة في الزنا فهي طالبة له بغوى على وزن فعول كبتول وقتول ولو كانت فعيلاً لقوي أن يلحقها هاء التأنيث فيقال بغية.
﴿ قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ﴾
المعنى قال لها الملك ﴿ كذلك ﴾ هو كما وصفت ولكن ﴿ قال ربك ﴾ ويحتمل أن يريد على هذه الحال ﴿ قال ربك ﴾ والمعنى متقارب والآية العبرة المعرضة للنظر، والضمير في قوله ﴿ لنجعله ﴾ للغلام، ﴿ ورحمة منا ﴾ معناه طريق هدى لعالم كثير، فينالون الرحمة بذلك، ثم أعلمها بأن الأمر قد قضي وانتجز، و" الأمر " هنا واحد الأمور وليس بمصدر أمر يأمر. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon