وقُرِئَ " تَتَساقط " بتاءين مِنْ فوقُ، وهو أصلُ قراءةِ الجماعة. وتَسْقُط ويَسْقُط بفتح التاء والياء وسكون السين وضَمَّ القاف. فَرَفْعُ الرُّطَبِ بالفاعلية، وتعطي من الأفعال ما يوافقه في القراءات المتقدمة. ومَنْ قرأ بالتاءِ مِنْ فوقُ الفعلُ مسندٌ : إمَّا للنخلة، وإمَّا للثمرةِ المفعومة من السِّياق، وإمَّا للجِذْع. وجاز تأنيثُ فِعْلِه لإِضافتِه إلى مؤنث، فهو كقوله :

٣٢٢٩-............................ كما شَرِقَتْ صدرُ القناةِ من الدَّم
وكقراءة " تَلْتَقِطْه بعض السيارة ". ومَنْ قرأ بالياء مِنْ تحتُ فالضميرُ للجِذْع وقيل : للثمر المدلولِ عليه بالسياق.
وأمَّا نَصْبُ " رُطَباً " فلا يَخْرُجُ عن كونِه تمييزاً أو حالاً موطِّئة إنْ كان الفعل قبلَه لازماً، أو مفعولاً به إن كان الفعل متعدَّياً، والذكيُّ يَرُدُّ كلَّ شيء إلى ما يليق به من القراءات. وجَوَّز المبردُ في نصبه وجهاً غريباً : وهو أَنْ يكونَ مفعولاً به ب " هُزِّيْ " وعلى هذا فتكون المسألة من باب التنازع في بعض القراءات : وهي أَنْ يكونَ الفعلُ فيها متعدِّياً، وتكونَ المسألةُ من إعمالِ الثاني للحذف من الأول.
وقرأ طلحة بن سليمان " جَنِيَّاً " بكسرِ الجيم إتباعاً لكسرةِ النون.
والرُّطَبُ : اسمُ جنسٍ لرُطَبَة بخلافِ " تُخَم " فإنَّع لتُخَمة، والفرق : أنهم لَزِموا تذكيرَه فقالوا : هو الرُّطَبُ، وتأنيثَ ذاك فقالوا : هي التُّخَم، فذكَّروا " الرطب " باعتبار الجنس، وأنَّثوا " التُّخَم " باعتبار الجمعية، وهو فرقٌ لطيفٌ. ويُجْمَعُ على " أَرْطاب " شذوذاً كرُبَع وأَرْباع. والرُّطَب : ما قُطِع قبل يُبْسِه وجَفافِه، وخُصَّ الرُّطَبُ بالرُّطَبِ من التَّمْرِ. وأَرْطَبَ النخلُ نحو : أَتْمَرَ وأَجْنَى.


الصفحة التالية
Icon