" فوائد لغوية وإعرابية "
قال السمين :
قوله :﴿ فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ﴾ :
" به " في محلَِّ نصبٍ على الحالِ مِنْ فاعل " أَتَتْ "، أي : أتَتْ مصاحِبَةً له نحو : جاء بثيابِه، أي : ملتبساً بها. ويجوز أَنْ تكونَ الباءُ متعلِّقةً بالإِتيان. وأمَّا تَحَمُّلُه فيجوز أن يكونَ حالاً ثانية مِنْ فاعل " أَتَتْ ". ويجوز أَنْ يكونَ حالاً من الهاء في " به ". وظاهرُ كلام أبي البقاء أنها حالٌ من ضمير مريم وعيسى معاً وفيه نظرٌ.
قوله :" شيئاً " مفعولٌ به، أي : فَعَلْتِ. أو مصدرٌ، أي : نوعاً من المجيء فَرِيَّاً. والفَرِيُّ : العظيم من الأمر، يقالُ في الخير والشرِّ. وقيل : الفَرِيُّ : العجيب. وقيل المُفْتَعَلُ. ومن الأول : الحديثُ في وصفِ عمرَ رضي الله عنه : فلم أرَ عبقَرِيَّاً يَفْرِيْ فَرْيَّة ". والفَرْيُ : قَطْعُ الجِلْدِ للخَرْزِ والإِصلاح. والإِفراء : إفسادُه. وفي المثل : جاء يَفْري الفَرِيَّ، أي : يعمل العملَ العظيم. وقال :
| ٣٢٣٣- فَلأَنْتَ تَفْرِيْ ما خَلَقْتَ وبَعْ | ضُ القومِ يَخْلُقُ ثم لا يَفْري |
﴿ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (٢٨) ﴾
وقرأ عُمَرُ بن لجأ ﴿ مَا كَانَ أَباكِ امرؤ سَوْءٍ ﴾ جَعَلَ النكرةَ الاسمَ، والمعرفةَ الخبرَ، كقوله :
| ٣٢٣٤-........................ | يكونُ مِزاجُها عَسَلٌ وماءُ |
| ٣٢٣٥................... | ولا يَكُ مَوْقِفٌ مِنْكِ الوَدَاْعا |
قوله تعالى :﴿ فَأَشَارَتْ ﴾ :
الإِشارةُ معروفةٌ تكونُ باليد والعين وغير ذلك وألفُها عن ياءٍ. وأنشدوا لكثيِّر :