وأمَّا " مَنْ " فالظاهرُ أنَّها موصولةٌ بمعنى الذي. ويَضْعُفُ جَعْلُها نكرةً موصوفة، أي : كيف نُكَلِّم شخصاً أو مولوداً. وجَوَّز الفراء والزجاج فيها أَنْ تكون شرطيةً. و " كان " بمعنى " يكنْ "، وجوابُ الشرطِ : إمَّا متقدِّمٌ وهو " كيف نُكَلِّم "، أو محذوفٌ لدلالةِ هذا عليه، اي : مَنْ يكنْ في المهدِ صبياً فكيف نُكَلِّمه؟ فهي على هذا مرفوعةُ المحلِّ بالابتداءِ، وعلى ما قبله منصوبتُه ب " نكلِّم ". وإذا قيل بأنَّ " كان " زائدةٌ. هل تتحمَّل ضميراً أم لا؟ فيه خلاف، ومَنْ جَوَّز استدلَّ بقوله :

٣٢٣٨- فكيف إذا مَرَرْتَ بدارِ قومٍ وجيرانٍ لنا كانوا كرامِ
فرفع بها الواوَ. ومَنْ منع تأوَّل البيتَ بأنها غيرُ زائدةٍ، وأنَّ خبرَها هو " لنا " قُدِّم عليها، وفُصِل بالجملة بين الصفة والموصوف.
وأبو عمروٍ يُدغم الدالَ في الصاد. والأكثرون على أنه إخفاءٌ. أ هـ ﴿الدر المصون حـ ٧ صـ ٥٩٢ ـ ٥٩٥﴾


الصفحة التالية
Icon