وقال أبو حيان :
﴿ ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ﴾
الإشارة بذلك إلى المولود الذي ولدته مريم المتصف بتلك الأوصاف الجميلة، و﴿ ذلك ﴾ مبتدأ و﴿ عيسى ﴾ خبره و﴿ ابن مريم ﴾ صفة لعيسى أو خبر بعد خبر أو بدل، والمقصود ثبوت بنوّته من مريم خاصة من غير أب فليس بابن له كما يزعم النصارى ولا لغير رشدة كما يزعم اليهود.
وقرأ زيد بن عليّ وابن عامر وعاصم وحمزة وابن أبي إسحاق والحسن ويعقوب ﴿ قول الحق ﴾ بنصب اللام، وانتصابه على أنه مصدر مؤكد لمضمون الجملة أي هذه الأخبار عن ﴿ عيسى ﴾ أنه ﴿ ابن مريم ﴾ ثابت صدق ليس منسوباً لغيرها، أي إنها ولدته من غير مس بشر كما تقول هذا عبد الله الحق لا الباطل، أي أقول ﴿ الحق ﴾ وأقول قول ﴿ الحق ﴾ فيكون ﴿ الحق ﴾ هنا الصدق وهو من إضافة الموصوف إلى صفته أي القول ﴿ الحق ﴾ كما قال ﴿ وعد الصدق ﴾ أي الوعد الصدق وإن عنى به الله تعالى كان القول مراداً به الكلمة كما قالوا كلمة الله كان انتصابه على المدح وعلى هذا تكون الذي صفة للقول، وعلى الوجه الأول تكون ﴿ الذي ﴾ صفة للحق.
وقرأ الجمهور ﴿ قول ﴾ برفع اللام.
وقرأ ابن مسعود والأعمش قال بألف ورفع اللام.
وقرأ الحسن ﴿ قول ﴾ بضم القاف ورفع اللام وهي مصادر كالرهب والرهب والرهب وارتفاعه على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي هو أي نسبته إلى أمه فقط ﴿ قول الحق ﴾ فتتفق إذ ذاك قراءة النصب وقراءة الرفع في المعنى.
وقال الزمخشري : وارتفاعه على أنه خبر بعد خبر أو بدل انتهى.
وهذا الذي ذكر لا يكون إلاّ على المجاز في قول وهو أن يراد به كلمة الله لأن اللفظ لا يكون الذات.
وقرأ طلحة والأعمش في رواية زائدة قال : بألف جعله فعلاً ماضياً ﴿ الحق ﴾ برفع القاف على الفاعلية، والمعنى قال الحق وهو الله ﴿ ذلك ﴾ الناطق الموصوف بتلك الأوصاف هو ﴿ عيسى ابن مريم ﴾ و﴿ الذي ﴾ على هذا خبر مبتدأ محذوف أي هو الذي.


الصفحة التالية
Icon