وبه فسر ابن زيد هذه الآية، وقد يكون " الغي " أيضاً بمعنى الضلال فيكون على هذا هنا حذف مضاف تقديره " يلقون جزاء الغي " وبهذا فسر الزجاج. وقال عبدالله بن عمرو وابن مسعود " غي " واد في جهنم وبه وقع التوعد في هذه الآية، وقيل " غي وآثام، نيران في جهنم " رواه أبو أمامة الباهلي عن النبي عليه السلام. وقوله ﴿ إلا من تاب ﴾ استثناء يحتمل الاتصال والانقطاع، وقوله ﴿ وآمن ﴾ يقتضي أن الإضافة أولاً هي إضاعة كفر هذا مع اتصال الاستثناء، وعليه فسر الطبري. وقرأ الجمهور " يُدخَلون " بضم الياء وفتح الخاء، وقرأ الحسن كل ما في القرآن " يَدخُلون " بفتح الياء وضم الخاء، وقوله ﴿ جنات عدن ﴾، وقرأ جمهور الناس " جناتِ عدن " بنصب الجنات على البدل من قوله ﴿ يدخلون الجنة ﴾، وقرأ الحسن وعيسى بن عمر وأبو حيوة " جناتُ " برفعها على تقدير تلك الجنات، وقرأ علي بن صالح " جنةَ " على الإفراد والنصب وكذلك في مصحف ابن مسعود وقرأها الأعمش، و" العدن " الإقامة المستمرة، قوله ﴿ بالغيب ﴾ أي أخبرهم من ذلك بما غاب عنهم، وفي هذا مدح لهم عن سرعة إيمانهم وبدراهم إذ لم يعاينوا.


الصفحة التالية
Icon