الله على العباد فمن جاء بهن تامة كان له عند الله عهد أن يدخل الجنة " والعهد أيضاً الإيمان وبه فسر قوله ﴿ لا ينال عهدي الظالمين ﴾ [ البقرة : ١٢٤ ] ويحتمل أن يكون " المجرمون " يعم الكفرة والعصاة ثم أخبر أنهم ﴿ لا يملكون الشفاعة ﴾ إلا العصاة المؤمنون فإنهم يشفع فيهم فيكون الإستثناء متصلاً، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" لا أزال أشفع حتى أقول يا رب شفعني فيمن قال لا إله إلا الله " فيقول يا محمد أنها ليست لك ولكنها لي. وقالت فرقة : الضمير في قوله ﴿ لا يملكون ﴾ للمتقين، قوله ﴿ إلا من اتخذ عند الرحمن عهداً ﴾ أي إلا من كان له عمل صالح مبرز يحصل به في حيز من يشفع وقد تظاهرت الأحاديث بأن أهل الفضل والعلم والصلاح يشفعون فيشفعون، روي عن رسول الله ﷺ أنه قال :" إن في أمتي رجلاً يدخل الله بشفاعته الجنة اكثر من بني تميم "، قال قتادة : وكنا نحدث أن الشهيد يشفع في سبعين، وقال بعض هذه الفرقة معنى الكلام ﴿ إلا من اتخذ عند الرحمن عهداً ﴾ أي لا يملك المتقون الشفاعة إلا لهذه الصنيفة فيجيء ﴿ من ﴾ في التأويل الواحد للشافعين، وفي الثاني للمشفوع فيهم، وتحتمل الآية أن يراد ب ﴿ من ﴾ محمد عليه السلام وبالشفاعة الخاصة لمحمد العامة للناس، ويكون الضمير في ﴿ يملكون ﴾ لجميع أهل المواقف، ألا ترى أن سائر الأنبياء يتدافعون الشفاعة حتى تصير إليه فيقوم إليها مدلاً، فالعهد على هذا النص على أمر الشفاعة، وقوله تعالى :﴿ عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً ﴾ [ الأسراء : ٧٩ ]. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾