وقال أيضاً عن ابن عباس : من كان يحب ركوب الخيل وفد إلى الله تعالى على خيل لا تَرُوث ولا تَبول، لجمها من الياقوت الأحمر، ومن الزبرجد الأخضر، ومن الدر الأبيض، وسروجها من السندس والاستبرق، ومن كان يحب ركوب الإبل فعلى نجائب لا تَبْعَر ولا تبول، أزمتها من الياقوت والزبرجد، ومن كان يحب ركوب السفن فعلى سفن من زبرجد وياقوت، قد أمنوا الغرق، وأمنوا الأهوال.
وقال أيضاً عن علي رضي الله عنه : ولما نزلت الآية قال علي رضي الله عنه : يا رسول اللها إني قد رأيت الملوك ووفودهم، فلم أر وفداً إلا ركباناً فما وفد الله؟ فقال رسول الله ﷺ :" أما إنهم لا يحشرون على أقدامهم ولا يساقون سوقاً ولكنهم يؤتون بنوق من نوق الجنة لم ينظر الخلائق إلى مثلها رحالها الذهب وزمامها الزبرجد فيركبونها حتى يقرعوا باب الجنة " ولفظ الثعلبي في هذا الخبر عن عليّ أبين.
وقال عليّ لما نزلت هذه الآية قلت : يا رسول الله! إني رأيت الملوك ووفودهم فلم أر وفداً إلا ركباناً.
قال :" يا عليّ إذا كان المنصرَف من بين يدي الله تعالى تلقت الملائكة المؤمنين بنوق بيض رحالها وأزمتها الذهب على كل مركب حلة لا تساويها الدنيا فيلبس كل مؤمن حلة ثم تسير بهم مراكبهم فتهوي بهم النوق حتى تنتهي بهم إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة ﴿ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فادخلوها خَالِدِينَ ﴾ ".
قلت : وهذا الخبر ينص على أنهم لا يركبون ولا يلبسون إلا من الموقف، وأما إذا خرجوا من القبور فمشاةً حُفاةً عُراة غُرلاً إلى الموقف ؛ بدليل حديث ابن عباس قال : قام فينا رسول الله ﷺ بموعظة فقال :
" يا أيها الناس إنكم تحشرون إلى الله تعالى حُفَاةً عُرَاة غُرْلاً " الحديث.
خرجه البخاري ومسلم، وسيأتي بكماله في سورة "المؤمنون" إن شاء الله تعالى.
وتقدّم في "آل عمران" من حديث عبد الله بن أنيس بمعناه والحمد لله تعالى.