لا تعلم شماله ما تنفق يمينه - مبالغة في الإخفاء - وبه قال ابن عباس وجعفر الصادق، أما ما جاء في مصحف أبيّ ومصحف ابن خالويه وعبد اللّه بزيادة (فكيف أظهرها) فليس من القرآن وإنما هو من تفسيرهم لهذه الآية إذ كانوا يكتبون بهامش مصاحفهم أو بين
سطوره ما يقفون عليه من بعض الكلمات التي يتلقونها من حضرة الرسول أو مما اجتهادهم لمعناها، ومن شواهد قوله :
أيام تصحبني هند وأخبرها ما كدت أكتمه عني من الخبر
وقبل إن خبر كاد محذوف تقديره آتي بها على حد قول صائبي الرجمي :
هممت ولم أفعل وكدت وليتني تركت على عثمان تبكي حلائله
أي وكدت أفعل ثم استأنف وقال وليتني وليس بشيء، وما جرينا عليه أو هذا، وقد ذكرت غير مرة أن كل قراءة فيها زيادة حرف أو نقصه على القرآن الذي بأيدينا لا عبرة بها، ولا تجوز قراءتها لأن هذا القرآن هو بعيد أنزله اللّه لا زيادة ولا نقص فيه.
واعلم يقينا أن كل ما نقل عن بعض العلم القراء زيادة كلمة أو حرف على ما في القرآن هي شروح وتفاسير كتبها القائلون بها على هوامش مصحفهم ليس إلا، إذ لا يجوز أن يقال في بعض المصاحف زيادة أو نقص على بعضها قطعا، والقول به حرام راجع تفسير الآية ١٩ من سورة الحجر في ج ٢.
وبحث القراءات في مطلب الناسخ والمنسوخ في المقدمة المارة.
قال تعالى "لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى " ١٥ تعمل في هذه الدنيا إن خيرا فخير وإن فشر "فَلا يَصُدَّنَّكَ" يا رسول "عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها" من قوم فرعون وغيرهم الجاحدين وجودها المتوغلين في الغفلة المعنيين بقوله "وَاتَّبَعَ هَواهُ" بما تسول له نفسه من النزغات الشيطانية واللذات البهيمية والشهوات الخسيسة فتصده عن الإيمان بها "فَتَرْدى " توقع نفسك في الردى والهلاك، لأن إغفالها إغفال تحصيل ما ينجي من هولها.