وقال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
سورة طه
٢٩٥ - قوله تبارك وتعالى وهل أتاك حديث موسى إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى ٩ ١٠ وفي النمل إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون ٧ وفي القصص فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون ٢٩ هذه الآيات تشتمل على ذكر رؤية موسى النار وأمره أهله بالمكث وإخباره إياهم أنه آنس نارا وإطماعهم أن يأتيهم بنار يصطلون بها أو بخبر يهتدون به إلى الطريق التي ضلوا عنها لكنه
نقص في النمل ذكر رؤيته النار وأمر أهله بالمكث اكتفاء بما تقدم وزاد في القصص قضاء موسى الأجل المضروب وسيره بأهله إلى مصر لأن الشيء قد يجمل ثم يفصل وقد يفصل ثم يجمل وفي طه فصل وأجمل في النمل ثم فصل في القصص وبالغ فيه
وقوله في طه أو أجد على النار هدى ١٠ أي من يخبرني بالطريق فيهديني إليه وإنما أخر ذكر المخبر فيهما وقدمه فيهما مرات لفواصل الآي وكرر لعلي في القصص لفظا وفيهما معنى لأن أو في قوله أو أجد على النار هدى ١٠ نائب عن لعلي وسآتيكم تتضمن معنى لعلي وفي القصص أو جذوة من النار ٢٩ وفي النمل بشهاب قبس ٧ وفي طه بقبس ١٠ لأن الجذوة من النار خشية في رأسها قبس لها شهاب فهي في السور الثلاث عبارة عن معبر واحد
٢٩٦ - قوله فلما أتاها ١٢ هنا وفي النمل فلما جاءها ٨ وفي القصص أتاها ٣٠ لأن أتى وجاء بمعنى واحد لكن كثر دور الإتيان في طه نحو فأتياه ٤٧ فلنأتينك ٥٨ ثم أتى ٦٠ ثم أئتوا ٦٤ حيث أتى ٦٩ ولفظ جاء في النمل أكثر نحو فلما جاءتهم ١٣ وجئتك ٢٢ فلما جاء سليمان ٣٦ وألحق القصص بطه لقرب ما بينهما