متذكر عنه، وما [حل] به، ويكون لعله حينئذ للإيجاب. كما في قول الشاعر: ٧٦٢- وقلتم لنا كفوا الحروب لعلنا نكف ووثقتم لنا كل موثق/٧٦٣- فلما كففناها وجدنا عهودكم كضاحي سراب بالملا مترقرق. (نخاف أن يفرط علينا) [٤٥] يعجل بقتلنا. (أعطى كل شيء خلقه) [٥٠] أي: صورته التي لا يشبهه فيها غيره. وقيل: إن المراد صورة الأنواع المحفوظة بعضها عن بعض، فلا يكون على صورة نوع من حيوان نوع آخر.
وقيل: أعطى كل شيء من الأعضاء خلقه، فأدرك كل حاسة بإدراك، وأنطق اللسان، ومكن اليد من البطش، والأعمال العجيبة، والرجل من المشي. (خلق كل شيء فقدره تقديراً). (ثم هدى) [٥٠] للمعيشة في الدنيا، والسعادة في الآخرة. (قال فما بال القرون الأولى) [٥١] وذلك أنه حذره البعث، فقال: ما بال الأمم الخالية كيف يبعثون؟ ومتى يبعثون وهم رمم بالية؟. (مكاناً سوى) [٥٨] -بكسر السين، وضمها- هو المكان النصف بين الفريقين، تستوي مسافته عليهما. و(يوم الزينة) [٥٩]
ارتفع [يوم لأنه خبر (موعدكم). على أن الموعد اسم زمان الوعد أو مكانه، ومن نصب]، نصبه على الظرف للموعد، وجعل الموعد حدثاً كالوعد، أي: وعدكم في يوم الزينة، لئلا يؤدي إلى إدخال الزمان في الزمان. (فيسحتكم) [٦١] يستأصلكم، [سحت] وأسحت. (إن هذان لساحران) [٦٣] قال أبو عمرو: إني لأستحي من الله أن أقرأ: "إن هذان"، والقرآن أنزله بأفصح اللغات، وكان يقرأ: إن هذين.
وأما خط المصحف: فقد روى عيسى بن عمر أن عثمان قال: أرى فيه لحناً ستقيمه العرب بألسنتها. وقرأ ابن كثير: "إن هذان" بجزم النون، فيكون ارتفاع هذان على وجهين: أحدهما: أنها خفيفة من الثقيلة، /فضعفت في نفسها فلم تعمل فيما بعدها، فارتفع ما بعدها على الابتداء والخبر، ودخل اللام الخبر للفرق بينها، وبين "إن" التي هي نافية، بمعنى [ما].


الصفحة التالية
Icon