وقال ابن عطية :
﴿ إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا ﴾
في قوله ﴿ إن الساعة آتية ﴾ تحذير ووعيد، أي اعبدني فإن عقابي وثوابي بالمرصاد، و﴿ الساعة ﴾ في هذه الآية القيامة بلا خلاف، وقرأ ابن كثير والحسن وعاصم " أكاد أخفيها " بفتح الهمزة بمعنى أظهرها أي أنها من صحة وقوعها وتيقن كونه تكاد تظهر لكن تنحجب إلى الأجل المعلوم، والعرب تقول خفيت الشيء بمعنى أظهرته ومنه قول امرىء القيس :[ الطويل ]
خفاهن من أنفاقهن كأنما... خفاهن ودق من سحاب مجلّب
ومنه قوله أيضاً :[ المتقارب ]
فإن تدفنوا الداء لا نخفه... وإن توقدوا الحرب لا نقعد
قال أبو علي : المعنى أزيل خفاءها، وهو ما تلف به القربة ونحوها، وقرأ الجمهور " أُخفيها " بضم الهمزة، واختلف المتأولون في معنى الآية فقالت فرقة : معناه أظهرها وأخفيت من الأضداد، وهذا قول مختل، وقالت فرقة معناه، ﴿ أكاد أخفيها ﴾ من نفسي على معنى العبارة من شدة غموضها على المخلوقين، فقالت فرقة : المعنى ﴿ إن الساعة آتية أكاد ﴾ وتم الكلام بمعنى ﴿ أكاد ﴾ أنفذها لقربها وصحة وقوعها ثم استأنف الإخبار بأن يخفيها، وهذا قلق، وقالت فرقة ﴿ أكاد ﴾ زائدة لا دخول لها في المعنى بل تضمنت الآية الإخبار بأن الساعة آتية وأن الله يخفي وقت إتيانها عن الناس، وقالت فرقة ﴿ أكاد ﴾ بمعنى أريد، فالمعنى أريد إخفاءها عنكم ﴿ لتجزى كل نفس بما تسعى ﴾ واستشهد قائل هذه المقالة بقول الشاعر :[ الكامل ]