و " الوزير " المعين القائم بوزر الأمور وهو ثقلها ويحتمل الكلام أن طلب الوزير من أهله على الجملة ثم أبدل ﴿ هارون ﴾ من الوزير المطلوب، ويحتمل أن يريد واجعل هارون وزيراً، فإنما ابتدأ الطلب فيه فيكون على هذا مفعولاً أولاً ب ﴿ اجعل ﴾. وكان هارون عليه السلام أكبر من موسى بأربعة أعوام، وقرأ ابن عامر وحده " أَشدد " بفتح الهمزة و" أُشركه " بضمها على أن موسى أسند هذه الأفعال إلى نفسه، ويكون الأمر هنا لا يريد به النبوءة بل يريد تدبيره ومساعيه لأن النبوة لا يكون لموسى أن يشرك فيها بشراً، وقرأ الباقون " أُشدد " بضم الهمزة " وأشرك " على معنى الدعاء في شد الأزر وتشريك هارون في النبوءة وهذه في الوجه لأنها تناسب ما تقدم من الدعاء وتعضدها آيات غير هذه بطلبه تصديق هارون إياه. و" الأزر " بمعنى الظهر قال أبو عبيدة كأنه قال شد به عوني واجعله مقاومي فيما أحاوله وقال امرؤ القيس :[ الطويل ]
بمحنية قد آزر الضال نبتها... فجر جيوش غانمين وخيب
أي قاومه وصار في طوله، وفتح أبو عمرو وابن كثير الياء من ﴿ أخي ﴾ وسكنها الباقون وروي عن نافع " وأشركهو " بزيادة واو في اللفظ بعد الهاء ثم جعل موسى عليه السلام ما طلب من نعم الله تعالى سبباً يلزم كثرة العبادة والاجتهاد في أمر الله، وقوله ﴿ كثيراً ﴾ نعت لمصدر محذوف تقديره تسبيحاً كثيراً. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon