ورابعها : لعله عليه السلام كان مأموراً بأن لا يفعل شيئاً إلا بالوحي فلما تأخر نزول الوحي عليه في ذلك الوقت خاف أن لا ينزل الوحي في ذلك الوقت فيبقى في الخجالة.
وخامسها : لعله عليه السلام خاف من أنه لو أبطل سحر أولئك الحاضرين فلعل فرعون قد أعد أقواماً آخرين فيأتيه بهم فيحتاج مرة أخرى إلى إبطال سحرهم وهكذا من غير أن يظهر له مقطع وحينئذ لا يتم الأمر ولا يحصل المقصود، ثم إنه تعالى أزال ذلك الخوف بالإجمال أولاً وبالتفصيل ثانياً، أما الإجمال فقوله تعالى :﴿قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الأعلى﴾ ودلالته على أن خوفه كان لأمر يرجع إلى أن أمره لا يظهر للقوم فآمنه الله تعالى بقوله :﴿إِنَّكَ أَنتَ الأعلى﴾ وفيه أنواع من المبالغة.
أحدها : ذكر كلمة التأكيد وهي إن.
وثانيها : تكرير الضمير.
وثالثها : لام التعريف.
ورابعها : لفظ العلو وهو الغلبة الظاهرة وأما التفصيل فقوله :﴿وَأَلْقِ مَا فِى يَمِينِكَ﴾ وفيه سؤال، وهو أنه لمَ لم يقل وألق عصاك.