ولما كان من الزمان والمكان لا ينفك عن الآخر قال :﴿مكاناً﴾ وآثر ذكر المكان لأجل وصفه بقوله :﴿سوى﴾ أي عدلاً بيننا، لا حرج على واحد منا في قصده أزيد من حرج الآخر، فانظر هذا الكلام الذي زوقه وصنعه ونمقه فأوقف به قومه عن السعادة واستمر يقودهم بأمثاله حتى أوردهم البحر فأغرقهم، ثم في غمرات النار أحرقهم، فعلى الكيس الفطن أن ينقد الأقوال والأفعال، والخواطر والأحول، ويعرضها على محك الشرع : الكتاب والسنة، فما وافق لزمه وما لا تركه.