ويعتقد صاحبنا أن معظم القرآن إنما نزل فى شأن آل البيت وأوليائهم وأعدائهم، فما كان من آية مدح فهى فى آل البيت وأشياعهم، وما كان من آية ذم أو وعيد أو تهديد فهى فى مخالفيهم، ثم يقوِّى رأيه هذا ويستدل له بما يرويه عن علماء أهل البيت من روايات واردة فى هذا المعنى، فمن ذلك ما نقله عن الكافى وتفسير العياشى بالإسناد إلى أبى جعفر عليه السلام قال :" نزل القرآن على أربعة أرباع : ربع فينا، وربع فى أعدائنا، وربع سنين وأمثال، وربع فرائض وأحكام"، وزاد العياشى :" ولنا كرائم القرآن".. ثم مضى بعد ذكره لهذه الرواية وأمثالها فقال :" وقد وردت أخبار جَمَّة عن أهل البيت عليهم السلام، فى تأويل كثير من آيات القرآن بهم وبأوليائهم وبأعدائهم، حتى إن جماعة من أصحابنا صنَّفوا كتباً فى تأويل القرآن على هذا النحو، جمعوا فيها ما ورد عنهم عليهم السلام فى تأويل آية آية، إما بهم أو بشيعتهم، أو بعدوهم، على ترتيب القرآن. وقد رأيت منها كتاباً يقرب من عشرين ألف بيت.. ثم قال : وذلك لمثل لما رواه الكافى عن أبى جعفر عليه السلام فى قوله تعالى :﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ *بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ﴾.. قال : هى الولاية لأمير المؤمنين عليه السلام. وفى تفسير العياشى عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال : يا أبا محمد ؛ إذا سمعت الله ذكر قوماً من هذه الأمة بخير فنحن هم، وإذا سمعت الله ذكر قوماً بسوء ممن مضى فهم عدونا. وفيه عن عمير بن حنظلة عن أبى عبد الله عليه السلام : سأله عن قوله تعالى :﴿قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾.. قال : فلما رآنى أتتبع هذا وأشباهه من الكتاب قال : حسبك.. كل شئ فى الكتاب من فاتحته إلى خاتمته مثل هذا فهو فى الأئمة عُنوا به".
* *
* رأى المصنف فى تحريف القرآن وتبديله :


الصفحة التالية
Icon