قال بلى، ثم تعجل موسى إلى ربه ليأتيهم بالكتاب ووعدهم أن يأتيهم إلى أربعين ليلة من يوم انطلق، وإنما قال :﴿وواعدناكم﴾ لأنه إنما واعد موسى أن يؤتيه التوراة لأجلهم وقال مقاتل : إنما قال : واعدناكم لأن الخطاب له وللسبعين المختارة، والله أعلم.
المسألة الثالثة :
قال المفسرون : ليس للجبل يمين ولا يسار بل المراد أن طور سيناء عن يمين من انطلق من مصر إلى الشام وقرىء الأيمن بالجر على الجوار نحو حجر ضب خرب وانتفاع القوم بذلك إما لأن الله تعالى أنزل التوراة عليهم وفيها شرح دينهم، وإما لأن الله تعالى لما كلم موسى على الطور حصل للقوم بسبب ذلك شرف عظيم.
المسألة الرابعة :
قوله :﴿كُلُواْ﴾ ليس أمر إيجاب بل أمر إباحة كقوله :﴿وَإِذَا حَلَلْتُمْ فاصطادوا﴾ [ المائدة : ٢ ].
المسألة الخامسة :
في الطيبات قولان : أحدهما : اللذائذ لأن المن والسلوى من لذائذ الأطعمة.
والثاني : وهو قول الكلبي ومقاتل الحلال لأنه شيء أنزله الله تعالى إليهم ولم تمسه يد الآدميين ويجوز الجمع بين الوجهين لأن بين المعنيين معنى مشتركاً.
وتمام القول في هذه القصة تقدم في سورة البقرة.
المسألة السادسة :
في قوله تعالى :﴿وَلاَ تَطْغَوْاْ﴾ فيه وجوه.
أحدها : قال ابن عباس رضي الله عنهما : لا تطغوا، أي لا يظلم بعضكم بعضاً فيأخذه من صاحبه.
وثانيها : قال مقاتل والضحاك : لا تظلموا فيه أنفسكم بأن تتجاوزوا حد الإباحة.
وثالثها : قال الكلبي : لا تكفروا النعمة أي لا تستعينوا بنعمتي على مخالفتي ولا تعرضوا عن الشكر ولا تعدلوا عن الحلال إلى الحرام.
المسألة السابعة :


الصفحة التالية
Icon