وقال ابن عطية :
﴿ إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾
هذه مخاطبة من موسى عليه السلام لجميع بني إسرائيل مبيناً لهم، وقوله تعالى :﴿ وسع كل شيء علماً ﴾ بمعنى وسع علمه كل شيء. و﴿ علماً ﴾ تمييز، وهذا كقوله تفقأت شحماً وتصببت عرقاً، والمصدر في الأصل فاعل ولكن يسند الفعل إلى غيره وينصب هو على التمييز، وقرأ مجاهد وقتادة " وسَّع كل شيء " بفتح السين وشدها بمعنى خلق الأشياء وكثرها بالاختراع فوسعها موجودات، وقوله تعالى :﴿ كذلك نقص ﴾ مخاطبة لمحمد ﷺ، أي كما قصصنا عليك نبأ بني إسرائيل هذا في خبر العجل ﴿ كذلك نقص عليك ﴾ فكأنه قال هكذا نقص عليك فكأنها تعديد نعمته، وقوله ﴿ ما قد سبق ﴾ يريد به ما قد سبق مدة محمد ﷺ، و" الذكر " القرآن، وقرأت فرقة " يحمَّل " بفتح الميم وشدها. وقوله ﴿ من أعرض عنه ﴾ يريد بالكفر به والتكذيب له، و" الوزر " الثقل وهو هاهنا ثقل العذاب بدليل قوله تعالى :﴿ خالدين فيه ﴾ و﴿ حملاً ﴾ تمييز. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon