الهضم : النقص تقول العرب : هضمت لك حقي أي حططت منه، ومنه هضيم الكشحين أي ضامرهما وفي الصحاح : رجل هضيم ومتهضم مظلوم وتهضمه واهتضمه ظلمه.
وقال المتوكل الليثي :
إن الأذلة واللئام لمعشر...
مولاهم المتهضم المظلوم
﴿ كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق ﴾.
ذلك إشارة إلى نبأ موسى وبني إسرائيل وفرعون أي كقصنا هذا النبأ الغريب نقص عليك من أنباء الأمم السابقة، وهذا فيه ذكر نعمة عظيمة وهي الإعلام بأخبار الأمم السالفة ليتسلى بذلك ويعلم أن ما صدر من الأمم لرسلهم وما قاست الرسل منهم، والظاهر أن الذكر هنا القرآن امتن تعالى عليه بإيتائه الذكر المشتمل على القصص والأخبار الدال ذلك على معجزات أوتيها.
وقال مقاتل :﴿ ذكراً ﴾ بياناً.
وقال أبو سهل : شرفاً وذكراً في الناس.
﴿ من أعرض عنه ﴾ أي عن القرآن بكونه لم يؤمن به ولم يتبع ما فيه.
وقرأ الجمهور ﴿ يحمل ﴾ مضارع حمل مخففاً مبنياً للفاعل.
وقرأت فرقة منهم داود بن رفيع : يُحَمِّل مشدد الميم مبنياً للمفعول لأنه يكلف ذلك لا أنه يحمله طوعاً و﴿ وزراً ﴾ مفعول ثان و﴿ وزراً ﴾ ثقلاً باهظاً يؤده حمله وهو ثقل العذاب.
وقال مجاهد : إثماً.
وقال الثوري شركاً والظاهر أنه عبَّر عن العقوبة بالوزر لأنه سببها ولذلك قال ﴿ خالدين فيه ﴾ أي في العذاب والعقوبة وجمع خالدين، والضمير في ﴿ لهم ﴾ حملاً على معنى من بعد الحمل على لفظها في أعرض وفي فإنه يحمل، والمخصوص بالذم محذوف أي وزرهم و﴿ لهم ﴾ للبيان كهي في ﴿ هيت لك ﴾ لا متعلقة بساء ﴿ وساء ﴾ هنا هي التي جرت مجرى بئس لا ساء التي بمعنى أحزن وأهم لفساد المعنى. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٦ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon