وثالثها : فيه الذكر والشرف لك ولقومك على ما قال :﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ﴾ [ الزخرف : ٤٤ ]، واعلم أن الله تعالى سمى كل كتبه ذكراً فقال :﴿فاسألوا أَهْلَ الذكر﴾ [ النحل : ٤٣ ] وكما بين نعمته بذلك بين شدة الوعيد لمن أعرض عنه ولم يؤمن به من وجوه : أولها : قوله :﴿مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ﴾ فإنه يحمل يوم القيامة وزراً والوزر هو العقوبة الثقيلة سماها وزراً تشبيهاً في ثقلها على المعاقب وصعوبة احتمالها الذي يثقل على الحامل وينقض ظهره أو لأنها جزاء الوزر وهو الإثم وقرىء يحمل، ثم بين تعالى صفة ذلك الوزر من وجهين : أحدهما : أنه يكون مخلداً مؤبداً.
والثاني : قوله :﴿وَسَاء لَهُمْ يَوْمَ القيامة حِمْلاً﴾ أي وما أسوأ هذا الوزر حملاً أي محمولاً وحملاً منصوب على التمييز. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٢ صـ ٩٨ ـ ٩٩﴾


الصفحة التالية
Icon