وقال ابن عطية :
والضمير في قوله تعالى :﴿ ويسألونك ﴾
قيل إن رجلاً من ثقيف سأل رسول الله ﷺ، ما يكون أمرها يوم القيامة، وقيل بل سأله عن ذلك جماعة من المؤمنين، وقد تقدم معنى " النسف ". وروي ان الله تعالى يرسل على الجبال ريحاً فتدكدكها حتى تكون ﴿ كالعهن المنفوش ﴾ [ القارعة : ٥ ] ثم يتوالى عليها حتى يعيدها كالهباء المنبث فذلك هو النسف وقوله تعالى :﴿ فيذرها ﴾ يحتمل أن يريد مواضعها، ويحتمل أن يريد ذلك التراب الذي نسفه، لأنه إنما يقع على الأرض باعتدال حتى تكون الأرض كلها مستوية، و" القاع " المستوي من الأرض المعتدل الذي لا نشز فيه ومنه قول ضرار بن الخطاب : لتكونن بالطباخ قريش، بقعة القاع في أكف الماء. و" الصفصف " نحوه في المعنى، و" العوج " ما يعتري اعتدال الأرض من الأخذ يمنة ويسرة بحسب النشز من جبل وطرق وكدية ونحوه، و" الأمت " ما يعتري الأرض من ارتفاع وانخفاض، يقال مد حبله حتى ما ترك فيه أمتاً فكأن " الأمت " في الآية العوج في السماء تجاه الهواء، و" العوج " في الآية مختص بالعرض وفي هذا نظر.
﴿ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ ﴾


الصفحة التالية