وعن بعضهم "فغوى" فبَشِم من كثرة الأكل ؛ الزمخشريّ : وهذا وإن صحّ على لغة من يقلب الياء المكسور ما قبلها ألفاً ؛ فيقول في فَنِيَ وبَقِيَ : فَنَى وبَقَى وهم بنو طيّ - تفسير خبيث.
السادسة : قال القشيري أبو نصر قال قوم يقال : عصى آدم وغوى ولا يقال له عاصٍ ولا غاوٍ، كما أن من خاط مرة يقال له : خاط، ولا يقال له خيّاط ما لم تتكرر منه الخياطة.
وقيل : يجوز للسيد أن يطلق في عبده عند معصيته ما لا يجوز لغيره أن يطلقه، وهذا تكلّف ؛ وما أضيف من هذا إلى الأنبياء فإما أن تكون صغائر، أو ترك الأولى، أو قبل النبوّة.
قلت : هذا حسن ؛ قال الإمام أبو بكر بن فورك رحمه الله تعالى : كان هذا من آدم قبل النبوّة، ودليل ذلك قوله تعالى :﴿ ثُمَّ اجتباه رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وهدى ﴾ فذكر أن الاجتباء والهداية كانا بعد العصيان، وإذا كان هذا قبل النبوّة فجائز عليهم الذنوب وجهاً واحداً ؛ لأن قبل النبوّة لا شرع علينا في تصديقهم، فإذا بعثهم الله تعالى إلى خلقه وكانوا مأمونين في الأداء معصومين لم يضر ما قد سلف منهم من الذنوب.
وهذا نفيس والله أعلم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١١ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon