وقال الثعالبى :
قال الداوودي : وعن عَبْدِ اللّهُ بْنِ سَلاَمٍ، قال : كان النبيُّ ﷺ إذا نزل بأهله ضِيقٌ أوْ شِدَّةٌ أمرهم بالصَّلاَةِ، ثم قرأَ :﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بالصلاة ﴾ إلى قوله ﴿ للتقوى ﴾. انتهى.
قال ابن عطاء اللَّه في «التنوير» واعلم. أنَّ هذه الآية علمت أهل الفَهْم عن اللَّه تعالى كَيْفَ يطلبون رزقَهُم، فإذَا توقفت عليهم أسباب المعيشة، أكثروا من الخِدْمة والموافقة، وقَرَعُوا بابَ الرِّزْقِ بمعاملة الرزَّاق - جل وعلا - ثم قال : وسمعتُ شَيْخَنَا أَبَا العَبَّاس المُرْسِي رضي اللَّه عنه يقول : واللَّه مَا رَأَيْتَ العزَّ إلاَّ في رفع الهِمّة عن الخلق، واذكر رحمك اللَّه هنا :﴿ وَلِلَّهِ العزة وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [ المنافقون : ٨ ].
ففي العز الذي أَعزّ اللَّه به المؤمن رفْعُ همته إلى مولاه، وثقتُه به دُونَ مَنْ سِوَاهُ، واستحي من اللَّه بعد أن كساك حُلّة الإيمان، وزينك بزينة العِرْفان ؛ أن تستولي عليك الغفلة والنسيان ؛ حتى تميل إلى الأكوان، أو تطلب من غيره تعالى وجود إحسان، ثم قال : ثم قال ورفع الهِمَّة عن الخلْقِ : هو ميزانُ ذوي الكمال ومِسْبار الرجال، كما توزن الذَّواتُ كذلك توزن الأحوالُ والصِّفَاتُ. انتهى.
ومن كتاب «صفوة التصوف» لأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ حَدِيثٌ بسنده عن ابن عُمَرَ قال : أتَىَ النبيَّ ﷺ رَجَلٌ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدَّثْنِي حَدِيثاً، واجعله مُوجَزاً، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم


الصفحة التالية
Icon