وقد أَسند أَبو عُمَرَ في «التمهيد» من طريق أنس عن النبي ﷺ قال :" سألتُ رَبِّي في اللاَّهين مِنْ ذًرِّيَّةِ البَشَرِ ألاَّ يُعَذَّبَهُمْ فَأَعْطانِيهِمْ " قال أبو عمر إن قيل للأطفال : الَّلاهُوَنَ ؛ لأن أعمالهم كاللهو، واللعب من غير عقد، ولا عَزْم، ثم أسند أبو عمر، عن أنس، عن النبي ﷺ قال :" أَوْلاَدُ المُشْرِكِينَ خَدَمُ أَهْلِ الجَنَّةِ ". قال أبو عمر، وروى شُعْبةِ، وسعيد بن أبي عروبة، وأبو عَوَانة، عن قتادة، عن أَبي سراية العجلي، عن سَلْمَان قال : أَطْفَالُ المُشْرِكِينَ خَدَمُ أَهْلِ الجَنَّةِ.
وذكرِ البخاري حَدِيثَ الرؤيا الطويل، وفيه :" وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي فِي الرَّوْضَةِ، فَإنَّهُ إبْرَاهِيمَ عليه السلام وأمَّا الوِلْدَانُ حَوْلَهُ، فَكُلُّ مَوْلُودٍ يُولدُ عَلَى الفِطْرَةِ، قَالَ : فقيل : يَا رَسُولَ اللَّه، وأَوْلاَدُ المُشْرِكِينَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ : وأَوْلاَدُ المُشْرِكِينَ "، وفي رواية :" والصبيان حَوْلَهُ أَوْلاَدُ النَّاسِ " وظاهره العمومُ في جميع أولاد الناس. انتهى من التمهيد والذُّلُّ، والخِزْيُ مقترنان بعذاب الآخرة.
وقوله :﴿ قُلْ كُلٍّ ﴾ أَيْ : مِنَّا ومنكم ﴿ مُتَرَبِّضٌ ﴾ والتربصُ : التأَنِّي، والصِّراطُ : الطريق، وهذا وَعِيدٌ بَيِّنٌ ؛ والله الموفِّقُ، والهادي إلى الرشاد بفضله. أ هـ ﴿الجواهر الحسان حـ ٣ صـ ﴾