حاسبونا فدقفوا ثم منوا فأعتقوا
هكذا عادة الملوك بالمماليك يرفقوا
وفي رواية يشفقوا، وتشير هذه الآية إلى أن الحساب بعد وضع الموازين، أخرج الترمذي عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص أنه قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إن اللّه سيخلص رجلا من أمتي على رءوس الخلائق، فينشر له تسعة وتسعين سجلا، كل سجل مد البصر، ثم يقول أتنكر من هذه شيئا ؟ أظلمك كتبتي الحافظون ؟
فيقول لا يا رب، فيقول ذالك عذر ؟ فيقول لا يا رب، فيقول اللّه تعالى بلى إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم، فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا اللّه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فيقول احضر وزنك، فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ فيقال إنك لا تظلم، فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة، فطاشت (خفت) تلك السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل مع اسم اللّه شيء.
هذا لأنه قالها بإخلاص وعقيدة راسخة فخبأها اللّه له، وفي هذا الحديث دلالة على أن صحائف الأعمال نفسها توزن، لا أن الأعمال تنجسد ثم توزن، واللّه أعلم بحقيقة الحال لأن أفعال الآخرة فوق العقل لا يعرفها إلا من يشاهدها، لهذا يجب الاعتقاد والتسليم للمخبر بها.
قال تعالى "وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ"
التوراة الفاصلة بين الحق والباطل الفارقة بين الهدى والضلال "وَضِياءً" نورا يعرف به طريق الرشد من الغي "وَذِكْراً" يتذكر به ما يحتاجه بنو إسرائيل من أمور دينهم ودنياهم وعظة يتعظون بها وعبرة "لِلْمُتَّقِينَ" ٤٨ الذين يعتبرون بما فيها ويعملون.