قالوا ما بينتك على هذا ؟
قال لا بينة لي سوى وجود آلة التكسير لديه كما شاهدتموها، فإن لم تصدقوني "فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ" ٦٣ أراد بهذا إقامة الحجة عليهم لأنها إذا قدرت على النطق قدرت على الفعل، وإلا فيظهر لهم عجزها.
قال تعالى "فَرَجَعُوا إِلى أَنْفُسِهِمْ" لما سمعوا قوله وتفكروا به فلم يكن لهم بد إلا الاعتراف بعجزها "فَقالُوا" أولا لبعضهم "إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ" ٦٤ بعبادتكم ما لا يتكلم، لأن من لم يدفع عن رأسه الفأس كيف يدفع عن عابديه البأس، وقد أجرى اللّه الحق على لسانهم أثناء المذاكرة فيما بينهم على غياب من إبراهيم بدليل ما حكى تعالى عنهم (فرجعوا إلى أنفسهم) وقد لحقهم الشقاء المبعد عن الحق المهوي بهم إلى الباطل المشار إليه بقوله تعالى "ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ" أي ردّوا إلى تعصبهم وآرائهم الفاسدة عن الفكرة المستقيمة الصالحة في تظليمهم


الصفحة التالية
Icon