ومثله فى الشّعراءِ ﴿فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عَجُوْزًا فِي الْغَابِرِيْنَ﴾.
قوله :﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ﴾ ختم القصّة بقوله ﴿رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا﴾ وقال فى ص ﴿رَحْمَةً مِّنَّا﴾ لأَنَّه بالغ (فى التضرّع) بقوله ﴿وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ فبالغ سبحانه فى الإَجابة، وقال ﴿رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا﴾ لأَنَّ (عند) حيث جاءَ دلَّ على أَنَّ الله سبحانه تولَّى ذلك من غير واسطة.
وفى ص لمَّا بدأَ القصة بقوله ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا﴾ ختم بقوله (منَّا) ليكون آخِرُ الآية ملتئما بالأَوّل.
قوله :﴿فَاعْبُدُونِ * وَتَقَطَّعُواْ﴾ وفى المؤمنين ﴿فَاتَّقُونِ * فَتَقَطَّعُواْ﴾ لأَنَّ الخطاب فى هذه السّورة للكفار، فأَمرهم بالعبادة التى هى التَّوحيد، ثم قال :﴿وَتَقَطَّعُواْ﴾ بالواو ؛ لأَنَّ التقطُّع قد كان منهم قبل هذا القول لهم.
ومَن جعله خطاباً للمؤمنين، فمعناه : دُوموا على الطَّاعة.
وفى المؤمنين الخطاب للنبىِّ صلى الله عليه وسلَّم وللمؤمنين بدليل قوله قبله ﴿ياأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ﴾ والأَنبياءِ والمؤمنون مأْمورون بالتَّقوى، ثم قال ﴿فَتَقَطَّعُواْ أَمْرَهُمْ﴾ أَى ظهر منهم التقطُّع بعد هذا القول، والمراد أُمَتُهم.
قوله :﴿وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا﴾ وفى التحريم (فيه) ؛ لأَنَّ المقصود هنا ذِكرها وما آل إِليه أَمرها، حتى ظهر فيها ابنُها، وصارت هى وابنها آية.
وذلك لا يكون إِلا بالنَّفخ فى جُملتها، وبحَمْلها، والاستمرار على ذلك إِلى يوم ولادتها.
فلهذا خُصَّت بالتَّأْنيث.
وما فى التحريم مقصور على ذكر إِحصانها، وتصديقها بكلمات ربّها، وكان النفخ أَصاب فرجها، وهو مذكَّر، والمراد به فرج الجَيْب أَو غيره، فخُصّت بالتَّذكير. أ هـ ﴿بصائر ذوى التمييز حـ ١ صـ ٣١٨ ـ ٣٢٢﴾


الصفحة التالية
Icon