وقال العلامة الكَرْمانى رحمه الله :
سورة الأنبياء
٣٠٥ - قوله تعالى ما يأتيهم من ذكر ربهم محدث ٢ وفي الشعراء وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث ٥ خصت هذه السورة
بقوله من ربهم بالإضافة لأن الرحمن لم يأت مضافا ولموافقته ما بعد وهو قوله قال ربي يعلم ٤ وخصت الشعراء بقوله من الرحمن ٥ لتكون كل سورة مخصوصة بوصف من أوصافه وليس في أوصاف الله اسم أشبه باسم الله من الرحمن لأنهما اسمان ممنوعان أن يسمى بهما غير الله عز وجل ولموافقة ما بعده وهو قوله لهو العزيز الرحيم ٩ لأن الرحمن الرحيم مصدر واحد
٣٠٦ - قوله وما أرسلنا قبلك إلا رجالا ٧ وبعده وما أرسلنا من قبلك ٢٥ كلاهما لاستيعاب الزمان المتقدم إلا أن من إذا دخل دل على الحصر بين الحدين وضبطه بذكر الطرفين ولم يأت وما أرسلنا قبلك ٧ إلا هذه وخصت بالحذف لأن قبلها ما آمنت قبلهم من قرية ٦ فبناه عليه لأنه هو وأخر من في الفرقان وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا أنهم ٢٠ وزاد في الثاني من قبلك من رسول ٢١ ٢٥ ٢٢ ٥٢ على الأصل للحصر
٣٠٧ - قوله كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون ٣٥ وفي العنكبوت ثم إلينا ترجعون ٥٧ لأن ثم للتراخي والرجوع هو الرجوع إلى الجنة أو النار وذلك في القيامة فخصت سورة العنكبوت به وخصت هذه السورة بالواو لما حيل بين الكلامين بقوله ونبلوكم بالشر والخير فتنة ٣٥ وإنما ذكرا لتقدم ذكرهما فقام مقام التراخي وناب بالواو منابه
٢٠٨ - قوله وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا ٣٦ وفي الفرقان وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا ٤١ لأنه ليس في هذه الآية التي تقدمتها ذكر الكفار هنا فصرح باسمهم وفي الفرقان قد سبق ذكر الكفار فخص الإظهار بهذه السورة والكناية بتلك


الصفحة التالية
Icon