وقوله : قالَ رَبِّي [٤] و(قل «١» ربى) وكلّ صواب.
وقوله : أَضْغاثُ أَحْلامٍ، بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ [٥] ردّ ببل «٢» على معنى تكذيبهم، وإن لم يظهر قبله الكلام بجحودهم، لأن معناه خطاب وإخبار عن الجاحدين.
وقوله :(فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ) كالآيات التي جاء بها الأوّلون.
فقال اللّه «ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها [٦] ممّن جاءته آية فكيف يؤمن هؤلاء.
وقوله : فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ [٧] أي أهل الكتب «٣»
التوراة والإنجيل.
وقوله : وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ [٨] وحّد الجسد ولم يجمعه وهو عربىّ لأن الجسد كقولك شيئا مجسّدا لأنه مأخوذ من فعل «٤» فكفى من الجمع، وكذلك قراءة من قرأ (لِبُيُوتِهِمْ «٥» سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ) والمعني سقوف ثم قال «٦» (لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ) يقول : لم نجعلهم جسدا إلّا ليأكلوا الطعام (وَما كانُوا خالِدِينَ) بأكلهم وشربهم، يعنى الرجال المرسلين ١١٦ ا ولو قيل : لا يأكل الطعام كان صوابا تجعل الفعل للجسد، كما تقول. أنتما شيئان صالحان، وشىء صالح وشىء صالحان. ومثله (أَمَنَةً «٧» نُعاساً تغشى طائفة) و(يَغْشى ) مثله (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ «٨» طَعامُ الْأَثِيمِ)

(١) القراءة الأولى لحفص وحمزة والكسائي وخلف وافقهم الأعمش. والأخيرة للباقين.
(٢) يريد أن (بل) واردة على كلام مفهوم من المقام وهو جحد ونفى. وفى الطبري :«يقول تعالى ذكره :
ما صدقوا بحكمة هذا القرآن ولا أنه من عند اللّه ولا أقروا بأنه وحي أوحاه اللّه إلى محمد صلّى اللّه عليه وسلّم بل قال بعضهم...»
.
(٣) كأن المراد الجنس إذ هما كتابان. وقد يكون الأصل : الكتاب فكتب بحذف الألف.
(٤) ا :«الفعل».
(٥) فى ا :«لبيوتهم فيمن قرأ. سقفا من فضة» وهو فى الآية ٣٣ سورة الزخرف وقراءة «سقفا» بالإفراد لابن كثير وأبى عمرو وأبى جعفر وافقهم الحسن وابن محيصن.
(٦) ا :«يقول».
(٧) الآية ١٥٤ سورة آل عمران. والقراءة بالتاء لحمزة والكسائي وخلف وافقهم الأعمش. وقراءة الياء للباقين.
(٨) الآيتان ٤٣، ٤٤ سورة الدخان. وقراءة (يغلى) بالياء لابن كثير وحفص ورويس. وقراءة (تغلى) بالتاء للباقين. [.....]


الصفحة التالية
Icon