وأعلم أن الضمير في أسروا صرف دال على الجمع فقط لأن فاعله "الَّذِينَ" وصلته جملة "ظَلَمُوا" ومن هنا صحت لغة أكلوني البراغيث، ثم بين هذه النّجوى التي بالغوا في إخفائها بينهم بقوله جل قوله "هَلْ هذا" الذي يدعي رسالة اللّه ويأمركم
باتباعه وإبطال دين آبائكم "إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ" أيها الناس ليس بملك ولا إله وإنما بسحركم بما أوتي من بلاغة في المعنى وفصاحة في القول "أَ فَتَأْتُونَ السِّحْرَ" بمطلق ادعائه الرسالة وتقبلون قوله بمجرد أن قال لكم إن الذي أتلوه عليكم من اللّه "وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ" ٣ بأم أعينكم أنه بشر مثلكم وتعقلون ببصائركم أن ما يأتيكم به سحر، قل يا أكمل الرسل لهؤلاء الكفرة الذين يحوكون لك الدسائس فيما بينهم، ويظنون أنا لا نطلعك على حقيقة أمرهم، والقراءة التي عليها المصاحف "قالَ" لهم جوابا لما تناجوا به "رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ" قليله وكثيره، وخفيه وظاهره، من كل ما وقع أو يقع "فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ" فكيف تناجون فيّ ولا يطلعني على نجواكم "وَهُوَ السَّمِيعُ" لكل ما يقع في أرضه وسمائه مهما رق ودق "الْعَلِيمُ" ٣ به سره وجهره وما تضمرونه إليّ في أي مكان وزمان كان لا يخفى عليه شيء.
مطلب وصف الكفرة كلام اللّه والنزل عليه ومعنى اللهو وكلمة لا يفترون :


الصفحة التالية
Icon