قال تعالى "أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً" استفهام إنكاري وتوبيخ للمشركين لأنه لمّا أبطل كون آلهة غيره بما مر أنكر عليهم اتخاذهم آلهة غيره فقال (أم اتخذوا) إلخ، وكلفهم الحجة على زعمهم فقال يا سيد الرسل "قُلْ" لهؤلاء الكفرة "هاتُوا بُرْهانَكُمْ" على وجود إله غير اللّه وإذا كنتم تحتجون بالكتب القديمة فهو كذب لأن "هذا" القرآن المنزل عليّ فيه "ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ" من أصحابي
الموجودين في هذه الدنيا "وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي" من الأمم السالفة ومعاني ما أنزل على إخواني الأنبياء من الكتب والصحف موجودة فيه أيضا، لأنه يحتوي على جميع الكتب السماوية المتعلقة بالتوحيد ولا يوجد فيه ما تزعمون، وها هي ذي الكتب الأخرى التوراة والإنجيل والزبور أنظروها هل تجدون فيها شيئا مما يدل على أن اللّه اتخذ ولدا أو صاحبة أو كان معه إله آخر ؟ كلا لا تجدون شيئا من ذلك البتة "بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ" المنزل عليك من عندنا "فَهُمْ" لعدم معرفتهم وجهلهم "مُعْرِضُونَ" ٢٤ عن النظر والاستدلال فيما لهم وعليهم.