قوله تعالى :﴿ لاهية ﴾ حال بعد الحال، واختلف النحاة في إعراب قوله ﴿ وأسروا النجوى الذين ظلموا ﴾ فذهب سيبويه رحمه الله إلى أن الضمير في ﴿ أسروا ﴾ فاعل وأن ﴿ الذين ﴾ بدل منه وقال رحمه الله لغة أكلوني البراغيث ليست في القرآن، وقال أبو عبيدة وغيره الواو والألف علامة أن الفاعل مجموع كالتاء في قولك قامت هند و﴿ الذين ﴾ فاعل ب ﴿ أسروا ﴾ وهذا على لغة من قال أكلوني البراغيث، وقالت فرقة الضمير فاعل و﴿ الذين ﴾ مرتفع بفعل مقدر تقديره أسرها الذين أو قال الذين ع والوقوف على ﴿ النجوى ﴾ في هذا القول وفي الأول أحسن ولا يحسن في الثاني، وقالت فرقة ﴿ الذين ﴾ مرتفع على خبر ابتداء مضمر تقديره هم الذين ظلموا، والوقف مع هذا حسن، وقالت فرقة ﴿ الذين ﴾ في موضع نصب بفعل تقديره أعني الذين، وقالت فرقة ﴿ الذين ﴾ في موضع خفض بدل من ﴿ الناس ﴾ [ الانبياء : ١ ] ع وهذه أقوال ضعيفة ومعنى ﴿ أسروا النجوى ﴾ تكلموا بينهم في السر والمناجاة بعضهم لبعض، وقال ابو عبيدة ﴿ أسروا ﴾ أظهروا وهو من الأضداد، ثم بين تعالى الأمر الذي يتناجون به وهو قول بعضهم لبعض ﴿ هل هذا إلا بشر مثلكم ﴾، ثم قال بعضهم لبعض على جهة التوبيخ في الجهالة ﴿ أفتأتون السحر ﴾ أي ما يقول شبهوه بالسحر، المعنى أفتتبعون السحر ﴿ وأنتم تبصرون ﴾ أي تدركون أنه سحر وتعلمون ذلك، كأنهم قالوا تضلون على بينة ومعرفة. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon