و ﴿ أفتأتون السحر ﴾ استفهام معناه التوبيخ و﴿ السحر ﴾ عنوا به ما ظهر على يديه من المعجزات التي أعظمها القرآن والذكر المتلو عليهم، أي أفتحضرون ﴿ السحر وأنتم تبصرون ﴾ أنه سحر وأن من أتى به هو ﴿ بشر مثلكم ﴾ فكيف تقبلون ما أتى به وهو سحر، وكانوا يعتقدون أن الرسول من عند الله لا يكون إلا ملكاً وأن كل من ادعى الرسالة من البشر وجاء بمعجزة فهو ساحر ومعجزته سحر، وهاتان الجملتان الاستفهاميتان الظاهر أنهما متعلقتان بقوله :﴿ وأسروا النجوى ﴾ وأنهما محكيتان بقوله للنجوى لأنه بمعنى القول الخفي، فهما في موضع نصب على المفعول بالنجوى.
وقال الزمخشري : في محل النصب بدلاً من ﴿ النجوى ﴾ أي ﴿ وأسروا ﴾ هذا الحديث ويجوز أن يتعلق بقالوا مضمراً انتهى. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٦ صـ ﴾