يحتمل قوله تعالى :﴿ لا تركضوا ﴾ إلى آخر الآية أن يكون من قول رجال بخت نصر على الرواية المتقدمة فالمعنى على هذا أنهم خدعوهم واستهزؤوا بهم بأن قالوا للهاربين منهم لا تفروا ﴿ وارجعوا ﴾ إلى مواضعكم ﴿ لعلكم تسألون ﴾ صلحاً أو جزية أو أمراً يتفق عليه، فلما انصرفوا أمر بخت نصر أن ينادي فيهم يا لثارات النبي المقتول فقتلوا بالسيف عن آخرهم ع، هذا كله مروي، ويحتمل أن يكون ﴿ لا تركضوا ﴾ إلى آخر الآية من كلام ملائكة العذاب، على التأويل الآخر أن الآيات وصف قصة كل قرية وأنه لم يرد تعيين حصورا ولا غيرها، فالمعنى على هذا أن أهل هذه القرية كانوا باغترارهم يرون أنهم من الله تعالى بمكان وأنه لو جاءهم عذاب أو أمر لم ينزل بهم حتى يخاصموا أو يسألوا عن وجع تكذيبهم لنبيهم فيحتجون هم عند ذلك بحجج تنفعهم في ظنهم، فلما نزل العذاب دون هذا الذي أملوه وركضوا فارين نادتهم الملائكة على وجه الهزء بهم ﴿ لا تركضوا وارجعوا ﴾ ﴿ لعلكم تسألون ﴾ كما كنتم تطمعون بسفه آرائكم، ثم يكون قوله ﴿ حصيداً ﴾ أي بالعذاب تركضوا كالحصيد، و" الإتراف " التنعيم، و﴿ دعواهم ﴾ معناه دعاؤهم وكلامهم أي لم ينطقوا بغير التأسف، والحصيد يشبه بحصيد الزرع المنجل الذي ردهم الهلاك كذلك، و﴿ خامدين ﴾ أي موتى دون أزواج مشبهين بالنار إذا طفيت. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾