قبلي } يحتمل ان يريد به هذا جميع الكتب المنزلة قديمها وحديثها، أي ليس فيها برهان على اتخاذ آلهة من دون الله، بل فيها ضد ذلك، ويحتمل أن يريد هذا القرآن والمعنى فيه ذكر الأولين والآخرين، فذكر الآخرين بالدعوة وبيان الشرع لهم وردهم على طريق النجاة، وذكر الأولين بقص أخبارهم وذكر الغيوب في أمورهم، ومعنى الكلام على هذا التأويل عرض القرآن في معرض البرهان أي ﴿ هاتوا برهانكم ﴾ فهذا برهاني أنا ظاهر في ﴿ ذكر من معي وذكر من قبلي ﴾ وقرأت فرقة " هذا ذكرُ من " " وذكرُ من " بالإضافة فيهما، وقرأت فرقة " هذا ذكرُ من " بالإضافة " وذكرٌ مِن قبلي " بتنوين " ذكر " الثاني وكسر الميم من قوله تعالى :﴿ مِن قبلي ﴾ وقرأ يحيى بن سعيد وابن مصرف بالتنوين في " ذكرٌ مِن " في الموضعين وكسر الميم من قوله " مِن " في الموضعين، وضعف أبو حاتم هذه القراءة كسر الميم في الأولى ولم يرلها وجهاً، ثم حكم عليهم تعالى بأن ﴿ أكثرهم لا يعلمون الحق ﴾ لإعراضهم عنه وليس المعنى ﴿ فهم معرضون ﴾ لأنهم لا يعلمون بل المعنى ﴿ فهم معرضون ﴾ ولذلك ﴿ لا يعلمون الحق ﴾ وقرأ الحسن وابن محيصن " الحقُ " بالرفع على معنى هذا القول هو الحق والوقف على هذه القراءة على ﴿ لا يعلمون ﴾. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾