فصل


قال الفخر :
قوله تعالى :﴿وَجَعَلْنَا السماء سَقْفاً مَّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ ءاياتها مُعْرِضُونَ﴾ وفيه مسائل :
المسألة الأولى :
سمى السماء سقفاً لأنها للأرض كالسقف للبيت.
المسألة الثانية :
في المحفوظ قولان : أحدهما : أن محفوظ من الوقوع والسقوط الذين يجري مثلهما على سائر السقوف كقوله :﴿وَيُمْسِكُ السماء أَن تَقَعَ عَلَى الأرض إِلاَّ بِإِذْنِهِ﴾ [ الحج : ٦٥ ] وقال :﴿وَمِنْ ءاياته أَن تَقُومَ السماء والأرض بِأَمْرِهِ﴾ [ الروم : ٢٥ ] وقال تعالى :﴿إِنَّ الله يُمْسِكُ السموات والأرض أَن تَزُولاَ﴾ [ فاطر : ٤١ ] وقال :﴿وَلاَ يُؤُدهُ حِفْظُهُمَا﴾ [ البقرة : ٢٥٥ ].
الثاني : محفوظاً من الشياطين قال تعالى :﴿وحفظناها مِن كُلّ شيطان رَّجِيمٍ﴾ [ الحجر : ١٧ ] ثم ههنا قولان : أحدهما : أنه محفوظ بالملائكة من الشياطين.
والثاني : أنه محفوظ بالنجوم من الشياطين، والقول الأول أقوى لأن حمل الآيات عليه مما يزيد هذه النعمة عظماً لأنه سبحانه كالمتكفل بحفظه وسقوطه على المكلفين بخلاف القول الثاني لأنه لا يخاف على السماء من استراق سمع الجن.
المسألة الثالثة :
قوله تعالى :﴿وَهُمْ عَنْ ءاياتها مُعْرِضُونَ﴾ معناه عما وضع الله تعالى فيها من الأدلة والعبر في حركاتها وكيفية حركاتها وجهات حركاتها ومطالعها ومغاربها واتصالات بعضها ببعض وانفصالاتها على الحساب القويم والترتيب العجيب الدال على الحكمة البالغة والقدرة الباهرة.
المسألة الرابعة :
قرىء عن آيتها على التوحيد والمراد الجنس أي هم متفطنون لما يرد عليهم من السماء من المنافع الدنيوية كالاستضاءة بقمرها والاهتداء بكواكبها، وحياة الأرض بأمطارها وهم عن كونها آية بينة على وجود الخالق ووحدانيته معرضون.
النوع السادس : قوله تعالى :﴿وَهُوَ الذى خَلَقَ الليل والنهار والشمس والقمر كُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ وفيه مسائل :
المسألة الأولى :


الصفحة التالية
Icon