لما توعدهم بنفحة من عذاب الدنيا عقب ذلك بتوعد بوضع ﴿ الموازين ﴾ وإنما جمعها وهو ميزان واحد من حيث لكل أحد وزن يخصه ووحد ﴿ القسط ﴾ وهو جاء بلفظ ﴿ الموازين ﴾ مجموعاً من حيث ﴿ القسط ﴾ مصدر وصف به كما تقول قوم عدل ورضى وقرأت فرقة " القصط " بالصاد، وقوله تعالى :﴿ ليوم القيامة ﴾ أي لحساب يوم القيامة أو لحكم يوم القيامة فهو بتقدير حذف مضاف والجمهور على أن الميزان في يوم القيامة بعمود وكفتين توزن به الأعمال ليبين المحسوس المعروف عندهم، والخفة والثقل متعلقة بأجسام ويقرنها الله تعالى يومئذ بالأعمال فإما أن تكون صحف الأعمال أو مثالات تخلق أو ما شاء الله تعالى. وقرأ نافع وحده " مثقالُ " بالرفع على أن تكون ﴿ كان ﴾ تامة، وقرأ الجمهور الناس " مثقالَ " بالنصب على معنى وأن كان الشيء أو العمل، وقرأ الجمهور " أتينا " على معنى جئنا، وقرأ ابن عباس ومجاهد وغيرهما " آتينا " على معنى " وآتينا " من المواتاة ولا يقدر تفسير آتينا بأعطينا لما تعدت بحرف جر.
قال القاضي أبو محمد : ويوهن هذه القراءة أن بدل الواو المفتوحة همزة ليس بمعروف وإنما يعرف ذلك في المضمومة والمكسورة، وفي قوله ﴿ وكفى بنا حاسبين ﴾ توعد. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾